الخميس، 28 يوليو 2011

لاتشتري، فيه علامة صليب..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مقالة رائعة للكاتب المميز فهد الأحمدي، تحدث عن شك المسلمين بكل شيء..! كل شيء يظنون أنه صليب، أو أنه يحوي على كلمات تهين الذات الإلهيه ..!!

نعم يجب علينا كمسلمين الحرص، لكن لا يجب أن نصل لمرحلة التشكيك بكل شيء كما هو حاصل الآن ..

أترككم مع المقال الرائع :

لو ذهبت هذه الأيام لأحد مطاعم ماكدونالدز وطلبت بطاطس مقلية ستقرأ على الغلاف الخارجي هذه الجملة: «البطاطس لدينا حلال 100% وتقلى باستخدام زيت نباتي حلال»..
وهي جملة أضحكتني بالفعل كوني لم أدرك حتى تلك اللحظة بأن هناك «بطاطس حرام» لم تقطع أو تقلى «حسب الطريقة الإسلامية».. لم أفهم فعلا هل هو خطأ في صياغة الجملة، أم أن ماكدونالدز (مثل شركات عالمية كثيرة) بدأت في التخبط بسبب حساسياتنا المفرطة…
فالشركات العالمية (العاملة في بلادنا) تدرك أننا شعب حساس وشكاك ويرى ما لاتراه أعين الآخرين.. وبمرور الوقت تعلمت استغلال ذات الشكوك والمحاذير للترويج لبضاعتها من خلال إظهار وتَصنع مراعاتها لحساسيتنا الدينية وخصوصيتنا الثقافية.. ولهذا السبب أصبحنا نشاهد مثل هذه المفارقات المضحكة ونسمع لأول مرة عن عصير أناناس خال من الكحول (وكأنه يوجد كحول في بقية العصيرات) ومنتجات تتضمن زيوتا نباتية حلالا (وكأن هناك زيوتا نباتية حراما) وبطاطس وأسماك وخضروات مجمدة (ذبحت حسب الطريقة الاسلامية)!!!
على أي حال.. ليس هذا موضوعنا الأساسي.. فما يهمني فعلا وأود أن أسألك عنه في مجلس لايضم غيري وغيرك هو:
…هل نحن فعلا شعب حساس ونرى مالايراه الآخرون!؟…
إن أردت جوابي بصراحة: (نعم)…
فحين كنتُ في جريدة المدينة نشرت الصفحة الاسلامية صورة معكوسة لكلمة كوكا كولا (Coca Cola) ادعت انها تقرأ من اليمن للشمال (لا محمد ولا كعبة) ولم يدرك المحرر حينها اسم الشركة سجل كماركة تجارية قبل 118عاما من اكتشافه لهذه المؤامرة.. وقبل سنوات انتشرت في مساجدنا ملصقات تدعى ان الأحرف الأولى من كلمة بيبسيPepsi تعني ادفع بنسا لتقتل مسلما (وهو استنتاج لم يخطر على بال شارون الذي دخل الأقصى حينها مسببا الانتفاضة الثانية) .. وبعدها بفترة رأيت في نفس المسجد ملصقا عليه صورة مكبرة لكفر سيارة كتب تحته:
أخي المسلم تضم كفرات تويوتا الجديدة اسم الله عمدا وذلك لإهانة الاسلام والمسلمين فعليك بمقاطعة سيارات تويوتا ان استطعت.
وهو تحذير يثبت أن صاحبه يجهل أن تويوتا لا تصنع الكفرات، ولكنه يدرك اننا شعب لايستغني عن الونيت والكامري فانهى نصيحته ب(إن استطعت).. وكما حصل مع كوكاكولا قدمت تويوتا (وليس شركة جوديير الأمريكية) اعتذارها حيال هذا التشابه في محاولة مستعجلة لمجاملة عقولنا الصغيرة!
… بصراحة نحن فعلا شعب شكاك يرى في كل تقاطع صليبا، وفي كل زخرفة نجمة داود، وفي كل انحناءة لفظ الجلالة، الأمر الذي انعكس على تصرفات الشركات العالمية معنا (وتخيل في المقابل كم ستضحك هذه الشركات على فرنسا مثلا لو أصدرت قرارا بتحريم الكروسون أو كتابة حرف الC لأنه يشبه هلال المسلمين وأجبرتها على التنبه لهذا الأمر)..
هاجس المؤامرة لدينا جعلنا نعتقد أنه لا همّ للشركات العملاقة غير تمرير الخدع علينا في حين ان شركات كهذه تدرك جيدا ان ازدهارها التجاري يعتمد على احترام عقلية المجتمع الذي تتعامل معه.. وحين تعتذر كوكاكولا أو مكدونالدز أو ستاربوكس رغم تقيدها بتعليمات وزارتيْ التجارة والصناعة فإنها تفعل ذلك ولسان حالها يقول: «امنحوهم ما يريدون من الاعتذارات ليستمر تعاملنا معهم»!!
… وفي المقابل …
في حال ثبت فعلا تعمد الإهانة والإساءة (وهذا مالا أتصوره من شركة تربح الملايين من أسواقنا) فينبغي علينا حينها التقيد بقوله تعالى {وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نبْتغِي الْجَاهِلِينَ… فالأصوات المرتفعة وردود الفعل العنيفة هي مايساهم في ترويج الأفعال المسيئة ضدنا ومثال ذلك الرسوم الدنمركية في الماضي وقضية إحراق المصحف في الحاضر!
… وعجبت من تراجع القسيس عن إحراق المصاحف وتسبُّب المظاهرات ضده بإزهاق 35 نفسا في عالمنا الاسلامي !!

عندما تركت القراءة ..



عندما تركت القراءة، خسرت كثيراً مما أملكه ..
نعم؛ فالقراءة مثل الرياضة، إذا مارست الرياضة وصارت لياقتك ممتازة تتعرف أكثر على جسمك وتزداد قدراتك الجسمانية ..

وإذا مارست القراءة، كل شيء فيك يتحسن..
صدقوني : )

عندما بدأت القراءة، أصبحت أملك الكثير من المعلومات، الكثير من العبارات والجُمل، أصبحت أكتب، أصبحت لكتابتي معنى ..
أصبحت لا أحمل همّ الكلمة التي لابد أن أكتبها في بداية الجملة القادمة، لإن كل شيء سيأتي تلقائياً ..

لإنني عندما كنت أقرأ، كان عقلي يخزن ويحفظ كثيراً مما يقرأ ..

في داخل نفسي، كنت أملك كثيراً من الثقة، من الكلمات، من الثقافة التي تنفع كثيراً هذه الأيام ..

لكنني عندما توقفت عن القراءة، تغيرت أشياء كثيرة فيني ..
تريدون الصراحة والحق..؟

أصبحت أقل تلقائيه، بدأت أحتاج إلى وقت حتى أقول للشخص الذي أمامي ما أفكر فيه وما أعنيه ..
صار يلزمني ضعف الوقت الذي كنت أحتاجه لكتابة مقال أو جمل بسيطة ..

صرت أتفه ..
نعم، أصبحت هناك أشياء أهتم بها في قمة التفاهة، لإنني تنازلت عن أشياء عالية، سامية ورفيعة ..

كنت أقرأ ويرتقي عقلي، لكنني عندما توقفت عن القراءة، أصبح عقلي ملكاً لمن أمامي؛ للتلفزيون، للمقالات التافهة، للحوارات التي لا هدف لها، لمطربين كلماتهم تزيدنا غباءاً، ولكتب صغيرة يكتبها أشخاص لم يقرأوا كتاباً في حياتهم ..!!

نعم، أنا أعترف
أعترف بأن القراءة تزيد الوعي والذكاء والإدراك، وتزيد حكمة الإنسان وقدرته على التحدث بطلاقة ..

وأعترف كذلك، بأنني عندما تركت القراءة لم أعد كما كنت سابقاً ..

القراءة حقاً، تسمو بالإنسان وتزيده قدرة على فعل وقول الأشياء التي يرغبها ..

إعتراف صغير ليس إلا